الأحد، 30 أكتوبر 2011

انغام

جلست كعادتها ممددة ساقاها, تركت الشمس تداعب اصابع قدمها قبل الرحيل, استندت بظهرها على الجدار, تركت نفسها مع انغام بالكاد تسمعها, حركت ساقاها على الانغام, اغمضت عيونها لتستمتع بالالحان, بعد اكتمال دورة قمرية كاملة بإسبوع, لاحظت تردد نغم واحد يناديها, فضولها اجبرها ان تعتدل, لتبحث عن المرسل, علها تجده ونيسا  لوحدتها, التقت عيونهم للحظات, اختبئت خلف الجدار كي لا يلحظها, ارتفع نغم جديد مع كلمات "ايوة باشتاق لك ساعات - ايوة بحتاج لك ساعات..." 
تجلس في زاوية بعيدة عن مجال رؤيته, يتوقف النغم, تدرك ان هذه الانغام لها دون غيرها, تسترق النظرات اليه تجده ينتظر خروجها اليه, تعود مكانها ثانية تلتفت حولها هل من اخر يرقبها, تغلق شيش الشرفة عليها, تأخذ نفسا عميقا ,تعلو صيحاته متمثلة في نبرات سميرة سعيد, تقرر ان تظهر له, تبدأ لغة جديدة لم تدرك انها ستتقنها من اول تجربة, يشير بيداه ان تنتظر, ترد الاشارة بإشارة استفهام عن السبب بدأ كل منهم الحديث بتحريك الشفاه والاشارة باليد معاً: 
هو : احبك 
هي :انا !!!! 
هو:ايوة انتي 
هي: انت مجنون!!!! 
هو: عاوز اخطبك 
تتركه بلا عودة... 
تبدأ يوما جديدا لتجده تتسمر امامه, لاول مرة تسمع صوته: 
"انا محمد, عارف انتي مين, معجب بيكي وكل ما باشوفك بحس ان الوقت بيقف عندك, ارجوكي فكري" 
يتركها ولا ينظر خلفه... 
لا تعلم كيف تعود لمرحلة تركتها بعشر سنوات على الاقل, كيف تسمح لنفسها ان تنتظر انغامه في نفس المعاد كالمراهقات, في يومها السادس بينما تحارب شكوكها هل كانت تحلم ام كان ردا لها على تجهاهلها بعد ان اعلن عن حبه. 
ظلت في حيرتها حتى غربت الشمس عن السماء مع بداية يومها الثامن وجدته مرة ثانية بادرت بقولها
"مكنتش اعرف اني اتعلقت بيك كده" 
مجرد ان قالتها انتفضت على جرس المنبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية