من هيئته تعرف انه لم يكمل التاسعة, ذو نبضات سريعة, انفاس لاهثة ,في ركن غرفة, استطاع الضوء ان يتسلل اليها, جعل الرؤية تكد تكون واضحة لعينه الدامعة, حاول الوقوف.. الحبال اعاقت حركته, قاوم حتى اصبح في وضع القرفصاء, اشتدت اربطته العضلية, فعاد ممدد قدماه الممتلئة مرة اخرى, ناظرا ليداه الموثقة ,حاول مرارا فك ربطتها دون نتيجة, ألق برأسه على الجدار الخلفي, اغمض عينه تذكر صوتا صارخا فيه :
"قولتلك حل المسألة دي"
"مش فاهمها"
"شرحتها لك مليون مرة"
"عاوز مدرس انت مش مدرس"
أُمر بالوقوف, معطيا وجهه للحائط, رافعا يداه, استمر حاله اربع لفات كاملة لعقرب الدقائق, سرق لحظات ارخى فيها ركبتيه, عندما لوحظ جلب حزاما للترهيب, حتى صرخت غير متحملة ارهاق طفلها معلنة عن عدم رغبتها في اكمال هذه الزيجة, احتضنته بقوة,جُذب بعنف من يدها, قُيد بالاربطة ,أُلقيَّ به في غرفته ,انطفأ النور, أُغلق الباب عليه, لم تتوقف عن الندب على حظها.
دمعت عيونه تدريجيا, نحيبه ارتفع, رافضا سماع صوتهم, تأقلم مع حباله رفيقة ظلامه, اعتاد جراح خشونتها بمعصميه, حتى قدمه رغم ارتداءه للبنطال الا ان الحبال رٌبطت على جلده, ازداد نحيبه ارتفاعا..
اخرس يا ابن ال......... (شتائم بأمه) مش عاوز اسمع لك حس لحد ما يبان لك نهار.
توقف عن النحيب.. مع استمرار دموعة المنهمرة, انصت, لحديثهم المعهود, يشعر بالخذي لاب بخيل يجمع الاموال في حساب خاص, ام لم تبد اعتراض طيلة اعوام مضت, يسد آذانه بيديه, طاردته الذكرى منذ انثى عشر شهرا عندما طلب منها زوجها امضاء ورقة موافقتها على سفره للخارج, حجة تأكد انها ستبتلعها لأميتها, ماطلته لإرهاقها في عمل المنزل, تركها .. عاد استشاط غضبا مجرد ان رأى ورقته ممزقة, لم تنتظر ان يسألها, اكتفت بقولها :
عاوز تمضيني على حاجة مملكهاش!!!
ابتلع غيظه ,جلس مع طفله لاستذكار مواده الدراسية, كعادته معه, مجرد ان يتردد في اجابة احد الاسئلة, يجد ما يناله من عقاب, ظلت الدموع تجري على وجنتيه البريئتين ,غابت عيونه في ظلام, طاردته هذه الذكرى طيلة عشر سنوات, حتى استيقظ يوما على رنين الهاتف:
- ايوة انا
- ايه فين
- انا جاي
ارتدى ملابسه ..ذهب ليتعرف على ملامح قد يكون عرفها قبل هذه اللحظة, يتبين على جسمه ان سيارة ما دهسته, لم تترك معلماً واضحا سوى عيونه القاسية, التي رآها لاول مرة فزعة, لم يتخيل قط هذه اللحظة ,اغمض عيونه ثانية دون دموع, خرج بتصريح ,جعله يستريح من ألم طال سنوات, عاد لينصت نحيبها هذه المرة رغم عذابها منه
"قولتلك حل المسألة دي"
"مش فاهمها"
"شرحتها لك مليون مرة"
"عاوز مدرس انت مش مدرس"
أُمر بالوقوف, معطيا وجهه للحائط, رافعا يداه, استمر حاله اربع لفات كاملة لعقرب الدقائق, سرق لحظات ارخى فيها ركبتيه, عندما لوحظ جلب حزاما للترهيب, حتى صرخت غير متحملة ارهاق طفلها معلنة عن عدم رغبتها في اكمال هذه الزيجة, احتضنته بقوة,جُذب بعنف من يدها, قُيد بالاربطة ,أُلقيَّ به في غرفته ,انطفأ النور, أُغلق الباب عليه, لم تتوقف عن الندب على حظها.
دمعت عيونه تدريجيا, نحيبه ارتفع, رافضا سماع صوتهم, تأقلم مع حباله رفيقة ظلامه, اعتاد جراح خشونتها بمعصميه, حتى قدمه رغم ارتداءه للبنطال الا ان الحبال رٌبطت على جلده, ازداد نحيبه ارتفاعا..
اخرس يا ابن ال......... (شتائم بأمه) مش عاوز اسمع لك حس لحد ما يبان لك نهار.
توقف عن النحيب.. مع استمرار دموعة المنهمرة, انصت, لحديثهم المعهود, يشعر بالخذي لاب بخيل يجمع الاموال في حساب خاص, ام لم تبد اعتراض طيلة اعوام مضت, يسد آذانه بيديه, طاردته الذكرى منذ انثى عشر شهرا عندما طلب منها زوجها امضاء ورقة موافقتها على سفره للخارج, حجة تأكد انها ستبتلعها لأميتها, ماطلته لإرهاقها في عمل المنزل, تركها .. عاد استشاط غضبا مجرد ان رأى ورقته ممزقة, لم تنتظر ان يسألها, اكتفت بقولها :
عاوز تمضيني على حاجة مملكهاش!!!
ابتلع غيظه ,جلس مع طفله لاستذكار مواده الدراسية, كعادته معه, مجرد ان يتردد في اجابة احد الاسئلة, يجد ما يناله من عقاب, ظلت الدموع تجري على وجنتيه البريئتين ,غابت عيونه في ظلام, طاردته هذه الذكرى طيلة عشر سنوات, حتى استيقظ يوما على رنين الهاتف:
- ايوة انا
- ايه فين
- انا جاي
ارتدى ملابسه ..ذهب ليتعرف على ملامح قد يكون عرفها قبل هذه اللحظة, يتبين على جسمه ان سيارة ما دهسته, لم تترك معلماً واضحا سوى عيونه القاسية, التي رآها لاول مرة فزعة, لم يتخيل قط هذه اللحظة ,اغمض عيونه ثانية دون دموع, خرج بتصريح ,جعله يستريح من ألم طال سنوات, عاد لينصت نحيبها هذه المرة رغم عذابها منه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق