الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

المستعمرة

قرر الخروج من المستعمرة دون عودة, بعد عدة تدريبات من ابويه طيلة ثلاث اسابيع ماضية, اليوم اكمل اسبوعه العاشر, عليه ان يحصل على وجبته, شق الكتل البيضاء المتراكمة امامه, رغم البرودة التي شعر بها, الا انه احب هذا المناخ, احب ذراعاه الممدودة على اشدها توسطتها رأسه الشامخة, لونه الرمادي المتدرج عليه, مرسوم بضوء القرص المنير في الافق, استنشق نسيم البحر حتى اعماق رئتيه, اصدر صوته فرحاً لوصوله, معلنا وجوده في الاجواء, دقق نظره الحاد على تلك الامواج, لمحها تحت سطح المياه, تسبح في رشاقة زجزاجية, تتبعها بعيونه رفرف بجناحيه, ابتهجت اساريره, اقترب مسافة تكفيه للاستعداد,داعبته الافكار:
"اهجم الآن"
"لا انتظر طاردها رويدا"
"بل ستجد من هي اكبر حجما منها"
"عد الي المرسى ستجد النافق هناك سيغذيك اكثر"
كلما داعبته فكرة عاندها بقوة, سمع صوتا يناديه, لم يتوقف,  لن يعود للماضي
"ساصنع مستعمرتي بنفسي"
قالها لنفسه, زاد من سرعة طيرانه, ارتفع... ارتفع ...وصل مرة اخرى لتلك الكتل البيضاء المتكومة ....شقها, احتلته نشوة داخلية بالفرح, لمحهم هذه المرة صدقت افكاره معه, سرب يتبع بعضه البعض, يطأطأ من مستوى سباحته تجاه السطح, مجرد ان تقترب كل موجة على احتضان اختها العائدة, طاردهم قليلا, منهم من انتبه فغاص دون ارتفاع, ومنهم من عارض اتجاه السرب, سار على هواه, كمية لا بأس بها لوجبة هذا اليوم, اتخذ وضع الاستعداد واذا به يهبط فجأة, ابتلع ما تحصل عليه بمنقاره, هرب من استطاع الغوص لعمق لم يسطتع رؤيتهم, نفض الماء المالح الذي استقر عليه, اكمل طيرانه بمستوى قريب من السطح, مازالت بطنه تطلب المزيد, وجدها تعلوه بقليل من الارتفاع:
"مازلت صغيراً على صنع مستعمرتك الخاصة"
رمقها بحدة, تقدمها بسرعة, تحداها ان يعثر على كمية مناسبة له ولها, وعدته ستجازيه إن اوف, طالبها بمراقبته, لحقته.. نبض قلبها فرحاً, دقق النظر في السطح, وجد سرباً آخر, تتبعه على مهل, لاحظ من هم اكبر حجماً, لم يخرج صوتا, بل رفرف .. ارتفع ... فجأة غطس, توقفت اجنحتها عن الطيران للحظة, بعد ادراكها لفعلته اسرعت حتى وصلت لنقطة بداية غوصه, تحيرت نبض قلبها سريعا, تدفقت الافكار الخائفة اليها سريعا, عاد مرة اخرى, هذه المرة بإحداهن, غردت فرحة:
"الآن هل تقبلني شريكة مستعمرتك ايها النورس؟؟"



هناك تعليق واحد:

  1. حلوة ايتها الرانيا
    :)
    الفكرة حلوة والاسلوب سهل
    :)
    مصطفي

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية